الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات مباشرة من قلب العراق: شهادات حيّة عـن داعـش..جـرائمـه.. والجهات التي تـقـف وراء هذا الغول؟

نشر في  10 سبتمبر 2014  (12:59)

 كانت جريدة أخبار الجمهورية قد نشرت في عددها الفارط مجموعة من الشهادات لاعلاميين من سوريا والعراق حول تنظيم داعش أو الدولة الاسلامية في العراق والشام وقد حدثنا كل واحد فيهم عن هذا التنظيم من يقف ورائه ؟ من يموّله ؟ ابرز جرائمه التي ارتكبها في حق الشعبين العراقي والسوري.
اخبار الجمهورية تواصل في هذا العدد نشر شهادات لصحفيين ومواطنين من العراق حول هذا التنظيم....

في البداية كان لنا حديث مطوّل مع مراسلة التلفزيون السوري في العراق نادية العبيدي التي استهلت كلامها بالحديث عن تنظيم داعش حيث اكدت أنّ «داعش تنظيم ارهابي استولدته الاستخبارات المركزية الامريكية في معتقلات الاحتلال الأمريكي في العراق مثل بوكا وغيره، وهو جزء من تنظيم القاعدة الارهابي الذي انشأته الاستخبارات ذاتها لمحاربة القوات السوفياتية في افغانستان في النصف الثاني من القرن الماضي، وكلا التنظيمين (القاعدة وداعش) يهدفان الى تفخيخ المجتمع الاسلامي من داخله بعد ان فشلت أمريكا والغرب في تطويع العالم الاسلامي لاغراضهما الامبريالية والرأسمالية المتوحشة».

داعش لتشويه صورة الاسلام

وواصلت محدثتنا قائلة: «لقد تم انشاء هذين التنظيمين «القاعدة وداعش» على أسس أنّ بعضها ينتمي الى اكاذيب المؤرخين، والى واعظي الملوك، والى ما يسميه المؤرخون بـ (الاسرائيليات ) التي بثها اليهود في المتن التاريخي والفكري لبعض مراحل الرسالة الاسلامية ونشوء دولتها الاولى التي اختصت في تلغيم الحياة الاجتماعية والعقائدية للمسلمين وتفريق وحدتهم وتشتيت موقفهم وكلمتهم وجعلتهم شتاتا تتقاذفه اهواء الامم الاخرى ورغباتها الحاقدة على الاسلام رسالة ومجتمعا ونظاما للحياة، اضافة الى ذلك فان المبتغى الأمريكي من وراء تأسيس ودعم هاتين المنظمتين المجرمتين السفاحتين يهدف الى تقديم الاسلام على انه دين قتلة وسفاحين ووحوش وليس دين تسامح ومحبة ورسالة انسانية سمحاء...لقد عمل الاحتلال الاميركي على تفريغ المقاومة العراقية الباسلة من محتواها وتأليب الشعب والرأي العام عليها وعلى دفع تنظيم القاعدة الى ارتكاب جرائم ذات طابع طائفي بقصّ رؤوس المواطنين العراقيين وبقر بطون النساء على الطرقات العامة وتفجير السيارات المفخخة في الاماكن المكتظة بالناس الابرياء وتفخيخ المؤسسات والمدارس والمعامل وتفجيرها على العاملين فيها، لكنه اخفق في خلق نقمة ضد المقاومة فالشعب العراقي بفراسته الشديدة ادرك اللعبة الامريكية واسقطها وردها بفعل مقاوم عراقي باسل لم تهدأ ناره الا  والمحتل الاميركي يغادر العراق جارا اذيال الخيبة والخسران».

جرائم داعش استهدفت كل الفصائل الاسلامية

وبيّنت نادية ان «داعش ليست فصيلا اسلاميا مختلفا مع فصيل اسلامي اخر، بل هي واحدة من مخرجات ما يسمى بخيار السلفادور الذي تبناه السفير الاميركي الاسبق في العراق نيغرو بونتي من خلال تأسيسه لما يعرف بفرق الموت القذرة التي اقترفت مئات الجرائم وتنسبها الى فصائل اسلامية من الشيعة والسنة، بغية اثارة الحرب الطائفية الشاملة. ولما اخفقت هذه الفرقة القذرة في اثارة هذه الحرب باستهداف الشيعة عمدت الى توجيه آلة حربها الى كل مكونات الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان وشبك وسنة وشيعة ومسيحيين وايزيديين. فلذلك اقول ان من الوهم تسويق فكرة ان داعش تستهدف الشيعة فقط، فالواقع في العراق يدلنا على جرائم مهولة لم يرتكبها حتى هولاكو ارتكبتها داعش في الموصل وديالى والانبار وصلاح الدين وهذه محافظات ذات اغلبية سنية وفي كربلاء والنجف والبصرة وميسان وواسط وهذه محافظات ذات اغلبية شيعية وفي كركوك ذات الاغلبية الكردية والتركمانية وكانت اخر جرائمها استهداف وتفجير المساجد السنية في نينوى وتفجير قبور الانبياء يونس ودانيال في الموصل».

هذا ما قاله أبو بكر البغدادي لمدير السجن الأمريكي

وبخصوص زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي فقالت عنه نادية: «هو احد المجرمين الذين جندهم المجرم الارهابي المقبور ابو مصعب الزرقاوي الاردني الجنسية وزعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والذي قتلته قوات الاحتلال الاميركي بعد ان انتهت المهمة الموكلة اليه في اثارة الحرب الطائفية بين العراقيين، وقد قتل هذا المجرم في احدى القواعد الاميركية في محافظة بابل خلافا لما اعلنته تلك القوات بانها قتلته في منطقة هبهب في ديالى
وبعد مقتل الزرقاوي القت القوات الامنية العراقية القبض على المجرم البغدادي لكن قوات الاحتلال بحكم سيطرتها أخذت المجرم الى سجن بوكا كي تمنع القوات العراقية من كشف حقيقة ارتباطاته والعمليات الاجرامية التي نفذها، وهناك تم تدريبه من خلال الاستخبارات الاميركية على وسائل الارهاب وكيفية بناء منظمات ارهابية ولقنته صنوفا من الفقه المشوه للاسلام، الاسلام وفق النسخة الامريكية الصهيونية، ثم اطلقت سراحه، وعند باب السجن قال لمودعه وهو مدير السجن الامريكي (الى اللقاء في نيويورك) وفعلا تم هذا اللقاء في نيويورك مع اقطاب المحفل الصهيوني الاميركي ومنهم السيناتور المتصهين ماكين مما كشفته وسائل الاعلام بالكلمة والصورة».

جرائم داعش: جملة من المحرمات وقطع الرؤوس وبيع النساء

واما فيما يتعلق بجرائم داعش في المحافظات العراقية التي سيطروا عليها  فأكدت نادية ان الدواعش عمدوا الى سلسلة من الجرائم المتصلة ابتدأت بتحريم السفر على المرأة والزامها بالحجاب والنقاب، وتحريم خروجها من المنزل دون محرم وتحريم عملها، وتحريم كشف الطبيبة على المريض أو كشف الطبيب على المريضة، وتحريم التدخين والالعاب الرياضية والملابس ذات المنشأ غير الافغاني والباكستاني، وتحريم الاختلاط في المدارس والجامعات، واباحة  زواج الطفلة من عمر تسع سنوات فما فوق، واباحة ما يسمى بجهاد النكاح، وتزويج النساء مؤقتا وغصبا للارهابيين وقد تتزوج المرأة الواحدة في الليلة الواحدة عدة رجال وتتطلق عدة مرات، واباحوا الذبح لكل من يخالف هواهم، واقاموا معسكرات لتدريب الاطفال والصبيان على الذبح وقصّ الرؤوس والطواف بها في الاسواق والشوارع العامة، وسرقوا اموال الناس ومجوهراتهم وسلبوا منهم منازلهم وهجروهم بحجة تعضيد الدولة الاسلامية وتوفير امكنة لمجاهديها، وسبوا النساء واقاموا الاسواق لبيعهن باسعار تبدأ من اقل من مئتي دولار حتى الالف دولار وقد بادر العراقيون الموسرون الشرفاء الى شراء النسوة واطلاق سراحهن، كما قتلوا الشيوخ والكهول وذبحوا اطفال العوائل التي رفضت مبايعة ما يسمى بالخليفة حسب شهادة محدثتنا نادية العبيدي...
 

ماذا فعلت داعش في الموصل؟

وعكس ما حدثتنا به نادية جاء رأي محمد من الموصل مخالفا نوعا ما حيث اكد محدثنا ـ الذي رفض ذكر اسمه بالكامل او نشر صورته ولعله الخوف من داعش هو الذي دفعه الى ذلك ـ اكد انه ومنذ دخول الدواعش الى الموصل كان تعاملهم ممتاز مع المواطن الموصلي، مضيفا انه وبعد مرور شهر اختلف التعامل .
وذكر محمد ان خلال الشهر الاول من دخولهم  شعر المواطن الموصلي بالارتياح خاصة وان تعامل هذا التنظيم معهم كان جيّدا حيث فتحت كل الطرقات التي كانت مغلقة في عهد الجيش الذي كان يحكم المدينة كما رفعت الحواجز  وواصل محمد قائلا :» لقد اصبح المواطن يتجول بحرية تامة دون ان يرى سيطرات اي حواجز  ولا احد يقول له اين تذهب ومن اين تأتي .. عكس الجيش الذي كان موجودا في كل شوارع الموصل ويضع السيطرات التي لافائدة منها».
من جهة اخرى افادنا محمد انه وبعد مرور شهرين بدأت القوانين تظهر ومنها فرض النقاب على الفتاة ومنع التدخين وغيرها من القوانين التي رفضها اهالي الموصل وقال:» رغم كل هذا فان ما اؤكده انه لا يوجد اي خطر على المواطنين سوى ان عليهم الالتزام بالقوانين والتعليمات «    

اثارة الفتن الطائفية ونشر الارهاب في كل مكان

ومن العراق كذلك تحدثنا الى الشاب حيدر النجفي الذي افادنا ان الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق عديدة وفـظيعة اهمها بيع البنات الازيديات خاصة والنكاح بحق بنات الموصل اضافة الى هدم قبور جميع الانبياء والاولياء بالموصل والقيام بعدد من التفجيرات ببغداد وعدد من المحافضات.
 واشار حيدر الى ان الاوضاع تحت السيطرة حاليا حيث تحررت قاعدة سبايكر شمال تكريت وامرلي والطرق المؤدية اليها مضيفا ان التدخل العسكري كان جادا في الآونة الاخيرة وقويا حيث سلّم قرابة الـ20 داعشيا نفسه وذلك  عن طريق مكبرات الصوت .
وبيّن حيدر النجفي ان داعش يسعى الى اقامة دولة اسلامية قائلا:» ان مفهوم الدولة عندهم هي الرجوع الى عهد الجاهلية وتحليل الحلال وتحريم الحلال حسب اهوائهم والهدف الأكبر هو ضرب شيعة العراق باعتبارنا كفار ولكن بعد جريمة جامع مصعب بن عمير وتفجير الحسينيات اصبح هدفهم السني والشيعي والمسيحي واليزيدي بمعنى اثارة الفتن ونشر الارهاب بكل مكان

معلومات عن داعش

تشمل سيطرة قوات التنظيم على مساحات محدودة في المحافظات العراقية وتغطى الهجمات التى تشنها كل الاراضى العراقية ولكن تعتبر المحافظات السنية الست او ما يعرف بالمثلث السنى هى مراكز تواجد الدولة الإسلامية في العراق
اما في سوريا فتوجد الدولة و تسيطر على مناطق في محافظات الرقة و حلب و ريف اللاذقية ودمشق وريفها ودير الزور وحمص وحماة والحسكة و إدلب.

سناء الماجري